وُلدت آنا الكييفية حوالي عام 1032، وهي ابنة الأمير ياروسلاف الحكيم وزوجته إنغيجيردا. أصبحت معروفة كأول ملكة في فرنسا ذات أصل سلافي ولعبت دوراً مهماً في تعزيز الروابط بين كييف روس وأوروبا الغربية.
وُلدت آنا في كييف، في واحدة من أقوى الأسر في شرق أوروبا. كان والدها، ياروسلاف الحكيم، حاكمًا معروفًا ساهم في التطور الثقافي والسياسي لأرضه. تلقّت آنا تعليماً جيداً وكانت على دراية بالتقاليد الأوروبية، وهو ما لعب دوراً مهماً في حياتها لاحقًا.
في عام 1051، تزوجت آنا من الملك الفرنسي هنري الأول. أصبح هذا الزواج خطوة مهمة لإقامة تحالفات سياسية بين البلدين. جلبت آنا معها إلى فرنسا ليس فقط تقاليدها الثقافية، ولكن أيضًا تأثير شرق أوروبا، مما ساهم في توسيع الروابط التجارية.
كملكة، كان لآنا تأثير كبير على المحكمة الفرنسية. عُرفت بحكمتها وقدرتها على حل القضايا السياسية المعقدة. دعمت آنا بنشاط بناء الكنائس والأديرة، مما ساهم في انتشار المسيحية في البلاد.
أصبحت آنا الكييفية حلقة وصل بين شرق وغرب أوروبا. جلبت معها التقاليد والعادات السلافية، مما أغنى الثقافة الفرنسية. يلاحظ العديد من المؤرخين أن الفضل يعود إلى آنا في أن فرنسا بدأت تقدّر الفن والأدب من شرق أوروبا.
كان لآنا وهنري الأول عدة أطفال، من بينهم الملك المستقبلي فيليب الأول. عزّز هذا الزواج الروابط الوراثية بين فرنسا والدول الأوروبية الأخرى. بعد وفاة هنري الأول في عام 1060، استمرت آنا في لعب دور نشط في السياسة، داعمةً ابنها على العرش.
توفيت آنا الكييفية في 5 مايو 1075. تركت حياتها وأعمالها أثراً عميقاً في تاريخ فرنسا وكييف. حفظت الذكرى عنها في الأدب والفن، وما زالت قصتها تلهم الناس حتى الآن.
تعتبر آنا الكييفية مثالاً بارزاً على كيفية تأثير النساء على السياسة والثقافة. أظهرت حياتها أنه حتى في المجتمعات الأبوية، يمكن للنساء أن يتولين مناصب مهمة وأن يساهمن بشكل كبير في تطوير بلدانهن.