نيكولاس كوبرنيك (1473-1543) - عالم فلكي بولندي، أصبح اسمه رمزًا للثورة العلمية. هو مؤلف النظرية الهليوسنترية التي وضعت أساسًا لفهم جديد لهيكل الكون.
ولد كوبرنيك في 19 فبراير 1473 في تورون، بروسيا (بولندا الحديثة). كان الثالث من بين أربعة أطفال في عائلة تاجر ثري. في عام 1488، التحق كوبرنيك بجامعة كراكوف، حيث درس الرياضيات وعلم الفلك. لاحقًا، واصل تعليمه في إيطاليا، وخاصة في جامعتي بولونيا وبدوا.
العمل الرئيسي لكوبرنيك، "De revolutionibus orbium coelestium" ("حول دوران الكواكب السماوية")، تم نشره في عام 1543، قبل فترة وجيزة من وفاته. في هذا العمل، قدم كوبرنيك نموذجه الهليوسنترى، حيث تكون الشمس في وسط الكون، وتدور الكواكب، بما في ذلك الأرض، حولها.
كانت نظرية كوبرنيك الهليوسنترية ثورية. قبل وقته، كانت تسود النموذج الجيوسنتري، حيث كانت الأرض تعتبر مركز الكون. اعتمد كوبرنيك على ملاحظاته وحساباته الرياضية، واقترح نهجًا بديلاً. افترض أن الأرض تدور حول محورها وتدور حول الشمس، مما يفسر العديد من الظواهر الفلكية بشكل أكثر منطقية.
أثارت أعمال كوبرنيك ردود فعل كبيرة في المجتمع العلمي. أثرت أفكاره على فلكيين مثل غاليليو غاليلي ويوهانس كيبلر. على الرغم من النقد الذي واجهته نظريته من قبل الكنيسة والعلماء التقليديين، إلا أنها أصبحت أساسًا لتطور علم الفلك.
كان كوبرنيك يدرك أن أفكاره قد تثير جدلًا مع الكنيسة. ومع ذلك، فضل تجنب الصراع المفتوح. لم تنشر كتابه إلا بعد وفاته، واستغرق الأمر بعض الوقت للحصول على اعتراف أوسع بأفكاره.
لم يكن كوبرنيك عالم فلك فحسب، بل كان أيضًا طبيبًا، رياضيًا، اقتصاديًا وقسيسًا. ساعدته اهتماماته المتنوعة في رؤية العالم من زوايا مختلفة. ترك كوبرنيك إرثًا علميًا كبيرًا بالإضافة إلى مساهمة هامة في تطوير الفكر الإنساني.
أصبح نيكولاس كوبرنيك رمزًا للثورة العلمية وتحرر الفكر. سميت الفوهات على القمر والمريخ باسمه، بالإضافة إلى الكويكبات. في عام 1973، تم نصب تمثال في مكان ولادته في تورون، يكرم حياته وإنجازاته.